الأربعاء، 12 فبراير 2014

تزوير الأنساب والتحذير من العقاب

من انتسب الى غير ابيه فالجنة عليه حرام.

السيد ابو القاسم الكليدار الرضوي الحسيني الهاشمي.
الممثل الرسمي لنقابة السادة الأشراف آل البيت.
عضو الامانة العامة لنقابة السادة الاشراف آل البيت.
عضو لجنة تحقيق الانساب.
---------------------------------------

الحمد لله الذي أمر بالعدل ونهى عن الظلم ، وتوعَّد الظالـمين بأليم عقابه ،
 وصلَّى الله وسلَّم على إمام المتقين وقائد الغُرّ المحجَّلين ، سيد الأولين والآخرين ،
 وعلى آله وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد
عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ"الصحيح
 وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
"
لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ أَبِيهِ فَهُوَ كُفْرٌالصحيح
وعَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَخَطَبَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ :
مَنْ زَعَمَ أَنَّ عِنْدَنَا شَيْئًا نَقْرَؤُهُ إِلَّا كِتَابَ اللَّهِ وَهَذِهِ الصَّحِيفَةَ قَالَ وَصَحِيفَةٌ مُعَلَّقَةٌ فِي قِرَابِ سَيْفِهِ فَقَدْ كَذَبَ.........
إلى أن قال :
"
وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوْ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا"الصحيح
 قال الامام النووي:
"... 
وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فِيمَنْ اِدَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَم أَنَّهُ غَيْر أَبِيهِ ، كَفَرَ" 
فَقِيلَ : فِيهِ تَأْوِيلَانِ :أَحَدُهُمَا أَنَّهُ فِي حَقّ الْمُسْتَحِلِّ . وَالثَّانِي :
 أَنَّهُ كُفْر النِّعْمَة وَالْإِحْسَان وَحَقّ اللَّه تَعَالَى ، وَحَقّ أَبِيهِ ، وَلَيْسَ الْمُرَاد الْكُفْر الَّذِي يُخْرِجهُ مِنْ مِلَّة الْإِسْلَام . وَهَذَا كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَكْفُرْنَ " ،
فَسَّرَهُ بِكُفْرَانِهِنَّ الْإِحْسَان وَكُفْرَانِ الْعَشِير .
 وَمَعْنَى اِدَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ أَيْ اِنْتَسَبَ إِلَيْهِ ، وَاِتَّخَذَهُ أَبًا .وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَهُوَ يَعْلَم "
تَقْيِيد لَا بُدَّ مِنْهُ فَإِنَّ الْإِثْم إِنَّمَا يَكُون فِي حَقّ الْعَالِم بِالشَّيْءِ..."

فالنسب  أمره خطير, وشأنه عظيم, وبلاء على من ادعاه زورا ً ,,

و ليس كما يعتقدها الجهلاء الادعياء بانه لقمة سائغة لكل من يريد ان يعبث فيها أو يغير فيها, 
 فادعاء الانتساب الى غير الأباء تورد صاحبها سعير جهنم وتوجب له اللعنة في الدنيا والأخرة,
واللعن كما هو معلوم الطرد من رحمة الله"نعوذ بالله من غضبه"
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: 

" لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فقد كفر"الصحيح .
ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا" !!

وهذا يشمل الأب القريب والأب البعيد فالكل في الحكم سواء.
 ولقد عد كثير من العلماء انتساب المرء إلى غير أبيه من الكبائر التي يخشى على صاحبها الوعيد ويدخل في هذا الوعيد المقر بالنسب الباطل والمزور للنسب الباطل.

فعن سعد بن وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من ادعى الى غير أبيه-وهو يعلم أبيه- فالجنة عليه حرام"الصحيح ، 

ومن حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول" ليس من رجل أدعى لغير أبيه- وهو يعلمه – ألا كفر بما انزل على محمد، 
ومن أدعى قوما ليس فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار" الصحيح .. 

أي انتسب لغير أبيه رغبةً عنه مع علمه به،
 وهذا إنما يفعله أهل الجفاء والجهل والكبر؛ لخسة منصب الأب، ودناءته، فيرى الانتساب إليه عاراً، ونقصاً في حقه، 
ولا شك أن هذا محرم معلوم التحريم، 
وقال النووي في شرح مسلم (9/144):
(هذا صريح في غلظ تحريم انتماء الإنسان إلى غير أبيه; لما فيه من كفر النعمة، وتضييع حقوق الإرث والولاء والعقل وغير ذلك, 
مع ما فيه من قطيعة الرحم والعقوق) ، 
أي أن إنكار النسب قد يكون كفراً والعياذ بالله.
 قال تعالى: "ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ".

ولذلك كان التبني في الإسلام حرامًا بدلالة الآية الكريمة، 
و لما فيه تلبيس على الناس فيجب على من فعل ذلك التوبة إلى الله وإعادة الحق إلى نصابه بالانتساب إلى أبيه الشرعي.

إن تغيير اسم الأب في العاده يكون بقصد تحقيق مصالح دنيوية زائلة ،
أو لكسب وجاهة مزعومة، أو بغية الترفع عن الانتساب إليهم،

 فما ذاك إلا من الكذب والزور القبيحين مع ما يحمل في ثناياه من احتقار لأبيه وعائلته وقبيلته بالتبرؤ من الانتساب إليهم،
 مما يجعله ذنباً في مصاف أكبر الكبائر والعياذ بالله، 
فمن كفر نعمة أبيه وانتسب لغير أبيه يريد الغنى أفقره الله, 
ومن انتسب لغير أبيه يريد العزة أذله الله, 
ومن انتسب لغير أبيه يريد الكرامة أهانه الله. 

فضلاً عما يترتب على تغيير الأنساب من تحريم لما أحل الله وإحلال لما حرم الله، وذلك من الفساد الكبير في الأرض والشر المستطير الذي قلما يحصل التخلص منه نظراً للالتباس الفاحش الناجم عنه والفوضى العارمة المترتبة عليه.

إن العبث بالأنساب كما يفعل اليوم الكثير من الادعياء بعلم النسب أوالمزورين والمخادعين,
حينما ينسبون انفسهم او غيرهم لغير آبائهم فيقولون إنه ابن فلان وليس كذلك او انهم من القبيلة الفلانية او انهم من السادة ,
 سواء انتسب إلى أب غير أبيه أو إلى جد غير جده, أو إلى قبيلة غير قبيلته وبذلك استحقوا  لعنة الله، ورسوله والناس أجمعين, 

حينما جحدوا  نعمة آبائهم و انسالهم , وحينما عبثوا بالانساب وادعوا ما ليس لهم.
و اشد القبح أن يتكبر الولد على أبيه ..
 فيغير  اسم أبيه أو نسبه .. فيبدله و يحرفه، 

إن تغيير الإنسان لنسبه فيه جحد لنعمة الله وعقوق للوالدين .. 
ولهذا فإذا جحد الولد أباه ونسبته إليه حلت عليه لعنة الله, 

حينما جحد قرابته وتكبر لأي أمر من الأمور.. 
كمنصب أو مال أو جاه دنيوي .. حلت عليه لعنة الله, 

حينما غش المسلمين حلت عليه لعنة الله, 
وحينما دخل في قوم وليس منهم حلت عليه لعنة الله.

ونرى اليوم كل من هب ودب يدعي السيادة والريادة وينتحل سمة الاشراف ,
بإستعمال السلطة والجاه والاموال,
وبأستعمال المخادعين المزورين , الذين ملئوا الساحة اليوم,
 من الطالبين للمنافع والجاه,الذين يسمون انفسهم بالنسابين او ادعياء الشرافة وغيرهم ممن اعمى الله بصيرة قلوبهم,
انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور,

ونسوا وعيد الله وعقابه , و نسوا انه لن تنفعهم انسابهم التي خطوها بأيديهم زورا وبهتانا ,وانها لن ترفعهم إلا ان تهوي بهم في قعر جهنم,
و ليس فقط من ادعى نسبا ً ليس له, وانما يدخل في جملته من اعانه وزور له وادعى له وسوق له هذا الإدعاء زورا وبهتانا.


بسم الله الرحمن الرحيم
وقال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى,

وصلى الله على النبي الأمي وعلى آله وسلم