الخميس، 13 مارس 2014

الفرق بين المشجر و المبسوط في علم النسب


الفرق بين المشجر و المبسوط في علم النسب 

تحقيق
السيد ابو القاسم الكليدار الرضوي الحسيني الهاشمي .
نقابة السادة الأشراف الطالبيين في العالم الإسلامي
المجلس العام للسادة الأشراف.
--------------------------

الحمد لله رب العالمين، أحاط بكل شيء علماً، 
وأحصى كل شيء عدداً،
 والصلاة والسلام على النبي الأمي الكريم وآله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.

أما بعد،
للنسّابين أسلوبان فى ضبط الأنساب وتدوينها ، 


وجرت عليهما السيرة فى تدوين هذا العلم ، أحدهما المشجر والآخر المبسوط ،
 وهناك فروق بينهما مذكورة فى الكتب المفصلة ،

 نكتفى هنا بذكر أهمها وهو أن فى المشجر يبدأ النسّاب بتدوين الشجرة بدأً بالابن ثم الأب ثم الجد حتي يبلغ الجد الأعلي .

 وأما فى المبسوط فيبدأ من الجد الأعلي ثم الأبناء ثم أبناء الأبناء ,

وهكذا إلي منتهي السلسلة مع بيان ما توفر من ترجمة للأعيان المعروفين من السلسلة وما يتعلق بهم من أخبار .
 والأسلوب الأكثر تداولا فى التصنيف هو الثانى .

 وقد ذكر ابن الطقطقى فى مقدمة كتابه الأصيلى أسماء بعض الحذاق من المشجرين 

وممن صنف فى المبسوط فقال فى المشجر : 

" ومن حذّاقهم ابن عبد السميع الخطيب النسّابة صنّف الكتاب الحاوى لأنساب الناس مشجراً فى مجلدات تتجاوز العشرة علي قالب النصف" .

 وفى المبسوط قال :" صنّف الناس فيه الكتب الكثيرة المطوّلة فممن صنّف فيه : أبو عبيدة القاسم بن سلام، ويحيي أبو الحسين ابن الحسن بن جعفر الحجة العبيدلى "

قال في الأصيلي :" الفروق الظاهرة بينهما كثيرة ، 

وإنما الفرق المهم هو أن المشجر يبتدأ فيه بالبطن الأسفل ثم يترقى أباً فأب إلى البطن الأعلى . 

 والمبسوط :
 يبتدأ فيه بالبطن الأعلى ثم يواصل ابناً فابناً إلى البطن الأسفل . وخلاصة ذلك أن المشجر مقدم فيه الابن على الأب ؛ والمبسوط عكسه ، يقدم فيه الأب على الابن " .

وقد سبق أن عرفنا المبسوط أنه كتاب منثور مثل: كتاب "نسب قريش" للزبيري وكتاب "جمهرة النسب" لابن حزم. 

أما المشجر فهو مثل: كتاب "الأصيلي في أنساب الطالبيين" لابن الطقطقي المخطوط المشجر لا المطبوع اليوم , 
بتحقيق السيد مهدي الرجائي،

و كتاب" روضة الألباب وتحفة الأحباب المعروف بمشجر أبي علامة".

و من الفروق الظاهرة بين المشجر والمبسوط :


- أن القراءة في المبسوط أيسر منها في المشجر ، و أدعى للحفظ .


و لذلك لمَّا طلب الفخر الرازي من إسماعيل المروزي الحسيني أن يصنف له كتاباً في أنساب الطالبية فضَّلَ أن يكون على هيئة المبسوط لا التشجير ، 

و قال له :" المشجر لا ينضبط بالحفظ ، و أنا أريد شيئاً أحفظه ، … "

و بالجملة ،

 فمن كان متعوداً على كتب العلم والقراءة فيها ، يَسُرَ عليه أمرُ المبسوط بخلاف المشجر ، ومن لم يعرف من القراءة في النسب إلا ما في المشجرات ، يسر عليه أمرها .

- التصنيف في المبسوط أيسر منه في " المشجر" ، ولهذا كثرت تصانيف الناس فيه . و الناس اليوم على الضد من هذا !!


- كثرة فوائد المبسوط ، وذلك لأن الكتابة فيه على سنن التصنيف والترتيب ،


 فتجد ما يطرقه النسابة متسلسلاً ،

يورد البطون من أعلى إلى أسفل ، ويذكر الألقاب والوقائع والأشعار ، و تواريخ الولادة والوفاة ، وهو في فسحة و سعة ، وذلك بخلاف المشجر ، 

فكم من ورقة ضاقت على نساب حجبت دفعاً لشبهة ، أو تقريراً لوجه غمز وطعن ببطلان نسب و نكارته ،
 أوربما فوتت ذكر سنة ولادة أو وفاة يحتاجها المتأخر في بحث أو مقارنة .

- ومن الفروق بينهما أن المشجر توضع فيه رموز لعلامات الطعن و القدح ونحو ذلك ، و تكتب أحياناً بالحمرة أو السواد ،


 بينما المبسوط لا تذكر فيه الرموز ، ولكنهم يحكون الحال في أثناء النسب ، و ربما رمزوا ببعض الاصطلاحات ، فكتبوا في المشجر والمبسوط :" في صح "

- بقاء المبسوط و تعميره أكثر من المشجر . و هي مسألة نسبية .


- الوضع والزيادة في الشجرات أسهل و أيسر من المبسوط.


وصلى الله على النبي الجد وعلى آله وسلم.